فيضان الوادي لم تسلم منه فقط القنطرة الرابطة بين شمال المملكة و مدينة العيون بل تجاوزها ليقطع طريقا أخرى كان قد سلكها بعض الوافدين الى مدينة العيون و هو طريق "امكريو" الرابط بين طرفاية و العيون باتجاه البحر.

فيضان وادي الساقية الحمراء خلف من ورائه عشرات القتلى و المفقودين ولعل أبرز من توفي من خلاله هو أب و ابنته و زوجته حاصرتهم مياه الفيضانات بداخل سيارتهم بطريق "امكريو" قبل أن تأخذ كل جثة إلى مكان ما.

كما عرفت منطقة فم الوادي الواقعة بقرب شاطئ مدينة العيون أضرارا قدرت بملايين الدراهم حيث فقد عدد من الفلاحين أبقارهم و دواجنهم و هو الشيء الذي استدعى تدخل القوات العسكرية بطائرة هيليكوبتر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المواطنين.

مشروع تكنوبول العيون و الذي وضع حجره الأساسي مؤخرا بمنطقة "فم الواد" بتكلفة 2 مليار درهم تضرر بشكل كبير من الفيضانات حيث جرفت المياه كل ما تم تشيده من بنية تحتية و السبب أنه يبنى على مجرى الواد الذي يصب بالبحر.

وخلف هذا التدمير الكبير و المهول للبنية التحتية بالمدينة انتقادا كبيرا لدى عموم المواطنين و الفاعلين المدنيين، و استسقى موقع "صوت الكثبان" آراء بعض الفاعلين المدنيين بالمنطقة.

أحمد فاعل جمعوي يحدثنا عن مشكل البنية التحتية التي دمرت بالكامل وعزلت المدينة ويقول" العيون أصبحت معزولة عن العالم وذلك بسبب الفساد و النهب الذي يطال المال العام، حيث لم يقم المسؤولون بالمدينة بتهيئة قنطرة على ضفاف وادي الساقية الحمراء قادرة على ان تقف صامدة امام سرعة الوادي و التغييرات المناخية"

فاطمة الزهراء القادمة من مدينة مراكش و التي حدثثنا عبر اتصال هاتفي و هي في الضفة الأخرى من الوادي تبكي و تقول " مشغلي سيقوم بطردي لأنني كنت في إجازة و انتهت وأنا الآن جئت من مدينة مراكش الى مدينة العيون حيث مقر عملي إلا أننا الآن عالقون على بعد حوالي كيلومتر من الوادي بسبب سقوط القنطرة ولا يوجد أي طريق أخرى تؤدي بنا الى العيون، كما أن سائق الحافلة جاءته تعليمات من شركته بأن يرجعنا إلى مدينة مراكش وماذا عساي أن أفعل"

وتعود أسباب الفيضانات حسب المعطيات التي أوردتها وكالة الحوض المائي لوادي الساقية الحمراء وواد الذهب، الى عجز سد المسيرة بالعيون عن استيعاب الحمولة المائية والتي تقدر ب110 مليون مترا مكعّبا كحمولة تخزين، حيث بلغت المياه يوم الفيضانات 203 مليون مترا مكعبا مما جعل السد الذي شيد سنة 1995 عاجزا عن البقاء صامدا امام هذه النسبة الكبيرة للمياه.