المشكل هنا ليس في النموذج و أهدافه بل هل سيتمكن من تحقيق أهدافه و هل سيطبق على أرض الواقع و هل من شأنه أن يقلل من نسبة البطالة المرتفعة التي تعرفها المنطقة.
تباينت ردود أفعال الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا النموذج الذي قال عنه الكثيرون بأنه نموذج لن يحقق ما يصبو له وذلك لعدة أسباب منها يد الفساد المخفية التي تتحكم بالريع لاقتصادي بداخل المنطقة.
و عند غوصنا في حيثيات هذا النموذج و البحث عن معطيات تفسر لنا الطريقة التي ستمكنه من النجاح قمنا بربط الاتصال مع عدد كبير من الشخصيات بمدينة العيون من بينها نائب برلماني من الحزب الحاكم و الذي أكد لنا أن هذا النموذج لم يراع أبدا الخصوصيات التعليمية بالمنطقة، حيث قال أن النسبة الكبيرة للعاطلين عن العمل بالمنطقة هم حاملو الشهادات الأدبية و التي تم إقصاؤها من وظائف كثيرة كان أبرزها 1200 منصبا يسهر عليها المكتب الشريف للفوسفاط و الذي طالب بشواهد علمية لا تتوفر مدينة العيون على معاهد تخول الولوج لها، و أردف البرلماني قوله بأن المشروع التنموي هو مشروع لن يرقى أبدا إلى طموحات الشباب العاطل في المنطقة مادامت المعايير المتخذة في شأنه صعبة بالنسبة للأغلبية المعطلة بالعيون.
و في اتصال لنا مع محمد الغانم رئيس إحدى المجموعات المعطلة النشيطة بمدينة العيون لاستفسار عن فحوى النموذج التنموي، أجابنا و بكل استغراب عن أهمية هذا النموذج الذي أقصى حاملي الشواهد الأدبية من إيجاد فرص عمل فيه، كما قال أن هذا النموذج سيظل قيد كتابات بداخل الورق شأنه شأن عدد من المشاريع التي أعلنت الدولة أنها ستطلقها بالمنطقة، كما رد مستهزئا من النموذج بجواب استفهامي عبر من خلاله عن غضبه من المشروع حيث قال كيف لمشروع ربط مدينة العيون بتيزنيت بالطريق السيارة أن يقلل من نسبة البطالة مادام العمل على جوانب الطريق سيبقى حتى مدة نهاية المشروع و من بعدها سيرجع الحال كما هو عليه، و تابع حديثه كيف يمكن لنا أن نصدق مريم بن صالح شقرون وهي رئيسة إتحاد مقاولات المغرب عندما صرحت بأنها ستواكب النموذج التنموي عبر مبادرة تتضمن تعبئة الإستثمارات و خلق فرص الشغل في الأقاليم الجنوبية و هي التي تطل علينا كل مرتين في سنة تدعي بأن مجموعة من شركات ستحط الرحال بمدينة العيون وهو الشيء الذي لم يحدث منذ أخر وعد قدمته لساكنة العيون في السنة الماضية.
و عند غوصنا و تعمقنا في حيثيات هذا المشروع التنموي الجديد و جدناه كذلك موضوع الساعة في مواقع التواصل الإجتماعي، حيث ذهب الكثير من النشطاء بداخل العالم الأزرق إلى البوح بفشل المشروع و ذلك بسبب عدم نجاعته بالإقليم لسبب واحد حمله الكثيرون للعائلات الحاكمة التي تسببت في تدهور المنطقة منذ توليها تدبير الشؤون الداخلية للمنطقة، في إشارة منهم إلى الفساد المطلق و عدم وجود حكامة صارمة تتيح تكافئ الفرص والديمقراطية في العمل.