انتهى الجدل في الجزائر بشأن الاعتراف بالأمازيغية وترسيمها كلغة رسمية للبلاد بعد المصادقة على الدستور الجديد بداية فيفري ، ليفتح بابا آخر من الجدل حول كيفية اقتحام هذه اللغة عالم التعليم والإدارة . فبقدر ما يراه الفاعلون في الحقل الأمازيغي مكسبا هاما، بقدر ما يطرح تحديات على مستوى الجرأة والتفعيل وكيفية إدخالها في المقررات الدراسية والتعليمية بداية من الموسم المقبل لهذه اللغة التي تعتبر رصيدا مشتركا لجميع المغاربة، بدون استثناء".
زار أحد الضيوف من ولايات الجزائر الشمالية قرية بلدة عمر (140 كلم شمال الولاية ورقلة الجزائرية) فلما أراد الجلوس في مقهى ليستريح من عناء السفر، إذ به يبحث طويلا ويسأل عن مقهى فلم يجد، فذهب في مهمته إلى حين وقت الغذاء، ثم قرر تناول الغذاء ريثما يُنهي ما جاء من أجله، فلم يجد مطعما كذلك. هذا هو الحال في هذه البلدة التي احتفلت بمرور 100 سنة على تأسيسها. غيابٌ شبه تام للمرافق الهامة والترفيهية، على غرار الملاعب الجوارية المعشوشبة و المقاهي وقاعات الرياضة القتالية وألعاب القوى...إلخ. وقد بات هذا المطلب مُلحًّا بالنظر إلى أهميته لدى فئة الشباب خاصة.
لا يمنع القانون الجزائري تعدّد الزوجات لكن الرجال الذين يرغبون في الارتباط بزوجة ثانية يحتاجون أولا للموافقة من قبل الزوجة الأولى كما أن مجلّة الأسرة التي تمّت مراجعتها سنة 2005 تحدّ من تعدّد الزوجات بحصره في حالات معيّنة مثل "إعاقة الزوجة الأولى أو عدم قدرتها على الإنجاب". و لهذا السبب يبقى السماح بالزيجة الثانية رهين موافقة القاضي بعد استشارة الزوجة الأولى.
يعاني سكان قرية (تاقرمبايت) الفلاحية الواقعة على بعد 17 كلم جنوب بلدية تمنراست (جنوب الجزائر) ، خطر تدفق مياه الصرف الصحي القذرة القادمة من عاصمة الولاية ، و هذا بعد أن أصبحت القرية محاصرة بواد من مياه ملوثة تجري على سطح الأرض. حيث وجد السكان أنفسهم مع مرور الزمن يسكنون على ضفة واد ملوث بمختلف المواد الضارة القادمة من بلدية تمنراست، مما أثر سلبا على حياتهم بسبب التلوث الذي طال الآبار و الأراضي الفلاحية التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.
الفقر المدقع و التشرد القسري و الأمية آفات تهدد مستقبل الأفارقة الذين لجؤو بصورة مؤقتة إلى الجزائر.
في قرية تبعد عن مقر الولاية ورقلة 140 كلم ، يستيقظ "عمار" كل صباح ليزاول عمله الروتيني في نظافة الطرقات الموكل إليه من طرف البلدية في إطار مشروع سنوي متجدد للنظافة، حيث يبدأ على الساعة الثامنة صباحا وسط ركام الأوساخ وفضلات الأسواق وما يرميه المارة من مخلفات، ليواصل هذا العمل على طول الشارع الرئيسي والشوارع الفرعية ولمدة شهر كامل.
بلقاسم، أو أبو عصام، هو كهل في العقد الرابع من عمره، متزوج وله ولد واحد، يعيش وسط أسرته في بيته المتواضع المتكون من غرفتين وفناء صغير يتقاسمه معه مجموعة من عتاد عمله. تتكون أسرته الكبيرة من الوالدين وثمانية إخوة. يعاني بلقاسم من إعاقة ذهنية بنسبة 10% إلا أنه يتقن حرفة الحدادة والبناء، حتى لو لم يكن هو البنّاء أو الحداد وصاحب الورشة فإنه يساعدهما ليضمن قوت يومه ويعيل أهله وابنه الوحيد.
لم ينتظر عدد من الشباب مصالح البلدية ببلدة عمر (140 كلم شمال الولاية ورقلة) أن تتحرّك أو تحرّك ساكنا، فقد بادرت "صيدلية تلاعمر" ممثلة في صاحبها السيد "بن زينة فتح الله" في الفاتح من الشهر الماضي بعملية تهيئة وتنظيف وترميم للطريق المحاذي لمسجد الإمام مالك بالحي الجديد، وقد تظافرت الجهود يومها لتلقن مصالح البلدية درسا في النظافة والغيرة على المظهر الجمالي للبلدة كما عبر عن ذلك بعض المواطنين أثناء حملة النظافة، والتي تعدّت رفع الأتربة عن قارعة الطريق إلى ترميم التصدعات في الطريق والأرصفة ودهن هذه الأخيرة وكذا وغرس الأشجار، إذ تعتبر كل هذه الأعمال من صلاحيات البلدية إن لم نقل من واجباتها.
بالقرب من محطة النّقل 'كاستورس ' في وهران ، يتسرّب أطفال تتراوح أعمارهم بين 10و16 سنة بين السيارات عند موقف الإشارات المرورية ثلاثية الألوان، لعرض علب المناديل على السائقين والركاب .ورغم أن الأمر يتعلق بظاهرة جديدة نسبيا في عاصمة الغرب الجزائري، إلا أنها تأتي لتذكرنا بأنه ، حتى ولو كانت عمالة الأطفال لا تتجاوز نسبة 5% (وفقا لأرقام وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي لسنة 2014)، فإنها تعتبر حقيقة ماثلة في بلد يمثّل فيه الٱنقطاع عن الدّراسة مشكلة ٱجتماعيّة (بين 400.000 و 500.000 تلميذا سنويا)، خاصّة وأنّ التكوين المهني لا يزال عاجزا عن جذب الذين غادروا مقاعد الدّراسة.
يعتبر الأطفال المعاقين في بلدة عمر (140كلم عن ولاية ورقلة الجزائرية) مثالا حيا للتهميش والتجاهل. ليس من طرف المواطنين والسكان فحسب، وإنما أيضا من طرف الهيئات المختصة في رعاية هؤلاء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخصوصية. ففي بلدة عمر وحدها وجد 14 حالة إعاقة في فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 07 إلى 13 سنة وهذا حسب إحصائية لـ "نادي صحة بلدتي" التابع لدار الشباب بنفس القرية تم إعدادها عام 2015.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org