Print this page
20
شباط/فبراير

والدة عمر خالق تدعو أمازيغ المغرب إلى الوحدة ونبذ العنف في ذكرى اغتياله

بعد مرور سنة على اغتيال الطالب عمر خالق المنتمي للحركة الثقافية الأمازيغية، حل آلاف المواطنين بإقليم تنغير لتخليد الذكرى الأولى لاغتياله بدعوة من النشطاء الأمازيغ الراغبين في تخليد روح زميلهم يوم الرابع من فبراير/ شباط 2017.

 

"إيزم" أو الأسد، كما يلقبه المناضلون الأمازيغ، قُتل في محيط كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش (جنوب المغرب) في 27 يناير 2016، إثر هجوم نفذته مجموعة طلابية متطرفة، وقد قوبل اغتياله بتنديد شعبي.

 

 

والدة أيزم

 

ورغم مرضها الشديد وألمها جراء فقدان فلذة كبدها، لم تغب والدة عمر خالق عن حضور الذكرى الأولى لتخليد روح ابنها، لتوجه خطابا مؤثرا وسط جماهير غفيرة قدمت إلى إكنيون (قرية صغيرة) بإقليم تنغير جنوب شرق المغرب.

 

ووجهت الأم الشكر لجميع الوافدين القادمين من مختلف مناطق المغرب لزيارة قبر ابنها ثم أضافت باللغة الأمازيغية "ينبغي أن تتحدوا أيها الأمازيغ، لأن الأمازيغية والإسلام يجمعانا مهما اختلفت أماكن تواجدنا".

 

 

وتخللت الكلمة التي وجهتها والدة "إيزم" العديد من النصائح والمواعظ الدينية، حيث دعت الأمازيغ إلى توحيد صفوفهم والتمسك بالسلم والابتعاد عن الإجرام.

 

وطالبت الأم بمحاكمة قتلة ابنها قائلة "مرتكبي الجريمة يجب أن يقبعوا في السجن، ولن نصبر للإفراج عنهم لأنهم ظلمونا".

 

وأضافت "نحن لسنا ضد المخزن، وإنما نطالب بحقوقنا العادلة، لا نريد حدوث الجرائم والنزاع مع أي كان".

 

قبر الشهيد

 

وأصر آلاف المشاركين في الذكرى الأولى لاغتيال "إيزم"، من طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية والنشطاء الحقوقيين والمدنيين الذين تدفقوا بكثافة إلى إقليم تنغير، على تنظيم مسيرة إلى ما يسمونه بقبر "شهيد الحركة الثقافية الأمازيغية" مرددين شعارات تمجد روح "إيزم" وتندد بالعنف الجامعي.

 

 

وأكد رفاق "إيزم" أن الجامعة ينبغي أن تظل فضاء للتعبير والاختلاف الفكري بشكل سلمي، وليس ملجأ لحاملي السلاح لتصفية الحسابات الإيديولوجية والعرقية.

 

متهمون

 

وكان طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، قد اتهموا من وصفوهم بالانفصاليين (موالون لجبهة البوليساريو) بقتل الناشط الأمازيغي عمر خالق.

 

وأكد محمد ألمو، المحامي والناشط الأمازيغي في برنامج تلفزيوني أن "الطالب عمر خالق قُتل على أيدي جماعات مسلحة ذات فكر انفصالي تعتبر استعمال القوة الوسيلة الوحيدة لتصريف مواقفها، ومقارعة كل من يختلف معها فكريا وإيديولوجيا".

 

 

وأشار ألمو إلى أن مقتل "إيزم" جاء نتيجة "فتح فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية نقاشا وحلقيات حول ما وصفه بالريع الذي يستفيد منه الطلبة الصحراويون والممارسة التمييزية التفضيلية التي يتمتعون بها من قبيل تسهيل عملية الاستفادة من السكن في الأحياء الجامعية، وفي الولوج إلى المسالك العليا وغيرها من الامتيازات".

 

وفي المقابل، أصدر الطلبة الصحراويون بيانا حينها، يؤكدون فيه أن طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية ما فتئوا يستفزون فصيل الطلبة الصحراويين منذ بداية السنة الدراسية 2015.

 

كما اتهم الطلبة الصحراويون في البيان ذاته، "الحركة الثقافية الأمازيغية باستعمال المعطلين والبلطجية، وتنظيم هجوم مسلح بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض خلال فترة الامتحانات، مما أدى إلى ترهيب عدد من الطلبة الصحراويين وعدم اجتيازهم للامتحانات الجامعية".

 

كرونولوجيا الصراع

 

ولم تكن حادثة مقتل "إيزم" الأولى في تاريخ الجامعة المغربية، بل سبقها اغتيال عبد الرحيم الحسناوي، الذي كان ينتمي إلى منظمة التجديد الطلابي (مكون الطلاب الإسلاميين)، في مقصف كلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، على أيدي فصائل طلابية متطرفة في 24 من أبريل/ نيسان سنة 2014.

 

واغتيل قبلها عبد الرحمان الحسناوي المنتمي لفصيل البرنامج المرحلي (ذي التوجه الراديكالي)، إثر مواجهات بين الفصائل الطلابية سنة 2007 بالحي الجامعي بالرشيدية (الجنوب الشرقي)، وفي السنة نفسها توفي محمد الطاهر الساسوي، من الفصيل الطلابي ذاته، بعد مواجهات بين الفصائل الطلابية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس.

 

كما اهتزت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس على وقع جريمة مقتل الطالب اليساري محمد بنعيسى أيت الجيد سنة 1993 أمام كلية الحقوق بفاس على أيدي مجموعات متطرفة.

 

بالإضافة إلى الطالب اليساري المعطي بوملي الذي اختُطف من جامعة محمد الأول بوجدة سنة 1991، وقتل على أيدي مجموعات متطرفة بطريقة بشعة.

 

العنف المادي

 

الصراع بين الطلبة داخل الجامعات المغربية لم يكن يصل إلى درجة التصفية الجسدية، فقد كانت حالة التعايش بين الفصائل الطلابية موجودة حتى تسعينيات القرن الماضي، حينها أصبح العنف المادي بديلا عن الجدل الفكري والسياسي، بفعل حدة الخلافات الايديولوجية بين الفصائل الطلابية، فأصبحت النزاعات العرقية المحرك الأساس للعنف داخل الجامعات المغربية.

 

 

ويرى يونس دافقير الناشط المتخصص في الشأن السياسي أن "العرق والدين والصراع الطبقي، وفقا للدراسات السوسيولوجية، من بين المحركات المولدة للعنف في المجتمعات السياسية".

 

كما اعتبر دافقير في أحد البرامج الاستقصائية لفضائية ميدي 1 تيفي (الخاصة)، أن "التغيرات التي طرأت في الجسم الطلابي، قد جعلتنا نتحول من العنف الإيديولوجي بين المكونات الإسلامية واليسارية إلى عنف آخر مبني على انتماءات عرقية، كما هو الشأن بين الحركة الثقافية الأمازيغية وبين الطلبة الصحراويين".

 

Media

{YouTube}https://www.youtube.com/watch?v=V6AK8REvAPI&feature=youtu.be{/YouTube}