Print this page
26
أيلول/سبتمبر

المواطن البسيط ضحيّة الأمطار الموسمية بتمنراست

يبتهجون و يفرحون بتساقطها ، و يصلون و يتضرعون لله عز وجل عند تأخرها ، إنها الأمطار أو (النّو) كما يعرفها سكان ولاية تمنراست ، التي تشهدها المنطقة صيف كل سنة ، ما يجعلها غاية في الروعة و الجمال ، ففي وقت يقاسي سكان المناطق الأخرى من شدة الحر ، يتنعم فيه سكان الهقار بنسمات الهواء العليل المصاحبة للأمطار الموسمية ، لكن سرعان ما تتحول تلك الفرحة و البهجة بتساقطها إلى حزن و أسى و تعاسة على المواطن البسيط المغلوب على أمره ، فتتعدد المصائب و النكبات كل موسم تساقط ، فيصبح لسان حال المواطن الضعيف يردد ، (بأي حال عُدْتِ يا أمطار ، بما مضى أو بأمر فيك تجديد).

05 بنايات تهاوت، و07 أشخاص منهم 03 أطفال جرفتهم الأودية ، و خسائر مادية معتبرة ، هي حصيلة أولية لتساقط كمية معتبرة من الأمطار على مدى يومين ، من المرجح أن تتزايد في حالة تجدد تساقطها. و قدرت مصالح الأرصاد الجوية نسبة تساقطها بـ 18 ملم على عاصمة الأهقار .

محمد ونزق هو أحد ضحايا هطول (النّو) الذين تهاوت بيوتهم. هورب أسرة متكونة من 11 طفل قاطن بحي صورو ، يعود بنا إلى تلك الساعة المشؤمة فيقول " كانت الساعة تشير إلى 3.20 صباحا و كنا حينها نياما فشعرنا بجدران المنزل القصديري المتآكلة من تساقط الأمطار عليها ، و هي تتهاوى عليا وعلى فلذاتي أكبادي ، قمت مسرعا و مهرولا لأنقذ نفسي و عائلتي من موت محقق ، لأشاهد ملجأي الوحيد و ساتر أسرتي مهدم ، قضينا الليلة في العراء بدون حائل سوى مواساة الجيران الذين هبوا لمساعدتي" .

"بقيت بدون مأوى و ملجأ" ، يضيف المتحدث ، "فأنا مواطن قمت بما علي من واجبات اتجاه بلدي ، و طالبت بحقوقي و أولها مسكن يحفظ كرامتي و يعيل لي عائلتي ، فعبثاَ بحثت ومع كل صيف و كل موسم ، أترقب كارثة كغيري من المواطنين البسطاء ، الذين يسكنون بيوت الطين ، إلى أن جاءت ساعة القضاء ، كل هذا دون أن أتلقى أي مساعدة أو التفاتة من السلطات المحلية ، فحتى خيمة لم أتحصل عليها من الجهات المعنية" .

و في سياق متصل يضيف مولاي رقاني ناشط جمعوي و ممثل عن المجتمع المدني ، أن محمد ونزق و غيره من المواطنين البسطاء ، و مع تساقط الأمطار الموسمية في كل صيف يجدون أنفسهم الضحية الأولى ، فأمثال ونزق و بيوتهم الطينية البالية، تتهاوى من زخات المطر القليلة ، و أبنائهم يغرقون في البرك المائية الناجمة عن تجمع المياه ، بسبب انعدام المسابح و بعد الولاية عن المناطق البحرية ، كل هذا و الجهات الوصية لم تحرك ساكنة خاصة في حالة ونزق الذي تركوه يعاني رفقة 11 ابنا .

اتصلنا بخلية الأزمة المشكلة على مستوى الولاية ،وهي تشمل جميع القطاعات المعنية، لمعرفة الإجراءات المتخذة في خصوص أصحاب البنايات المتضررة من الأمطار ، و كذا حالة ونزق محمد ، و لكننا لم نتلقى أي إجابة سوى أن السلطات ستدرس الحالات في الوقت المناسب ، كيف ذلك ؟ و هي لم تقم بمعاينتها ، يبقى الجواب مجهولا.

Media

{YouTube}https://www.youtube.com/watch?v=pp9Uzf7BSfA&feature=youtu.be{/YouTube}