Print this page
06
حزيران/يونيو

ظاهرة التسبخ تهدد استمرار النشاط الفلاحي بعين صالح (تمنراست)

غابات النخيل و الرمال الكثيرة الجميلة و وفرة المياه هو أول ما تلاحظه و أنت تزور مدينة عين صالح ، التي تقع على بعد 700 كلم شمال مقر عاصمة الولاية تمنراست.

الفلاحة بصفة عامة وانتاج التمور بصفة خاصة هي الانشطة الرئيسية التي تشتهر بها هذه المنطقة منذ القدم. ولكن ظاهرة صعود المياه و التسبخ أصبحا يهددان استمرار النشاط الفلاحي بعين صالح.

فخلال قيامك بجولة بين تلك الحقول المتواجدة خاصة بـ (إقسطن) تلاحظ جذعان النخيل في حالة يرثى لها ، و تواجد برك مائية هنا و هناك. قد يخيل لك أن الأمطار أو خللا في قنوات المياه تسببت في ذلك ، لكن عند تمعنك فيها ، ترى بياضا ناصعا يطفو فوقها و فوق التراب الذهبي الجميل. إنها الأملاح أو السبخة كما يعرفها أهل المنطقة.

فتجمع المياه و بقائها على سطح الأرض جعلها تكون أملاحا أصبحت تشكل خطرا على الفلاحة في المنطقة .

فحسب الفلاح جواليل عباس و احد سكان التديكلت ، فإن هذه البرك المائية ناجمة عن تصاعد المياه إلى فوق سطح الأرض ، و هذا ناتج حسب نفس المصدر، عن انخفاض المنطقة و عملية السقي التي يقوم بها الفلاحين لحقولهم. ففي فصل الخريف ، و حسب الروايات المتواترة عن الأجداد ، فإن المياه تصعد و مع مياه السقي فإنها تصبح متجمعة مشكلة بركا مائية. و ما ساهم في استفحال هذه الظاهرة خاصة في مدينة (إقسطن) هو تركيبة التربة التي تعتبر طينية مما يزيد من تجمع المياه المتصاعدة .

و في نفس السياق ، عبر الفلاح علواني عن استيائه من هذا الوضع الذي أضر بالتربة و بالنشاط الفلاحي. فالحقول التي طالتها ظاهرة تصاعد المياه و التسبخ لم تعد تصلح للفلاحة و النباتات ، و حتى البيوت و الجدران تآكلت من الأسفل و تصاعدت فيها الرطوبة إلى أن أصبحت تسقط و تهوى في الأرض. و يعتبر علواني ان التقليل من خطر هذه الظاهرة لا يكون ، إلا بإجراء بعض المحاولات التقليدية، و ذلك بالاستعانة بالرمل من أجل التقليل من السبخة آو الملوحة المتراكمة ، إلا انه، حسب ذات المصدر لا وجود لحل لهذا المشكل في ظل صب قنوات الصرف الصحي للمياه القذرة بالقرب من هذه الأمكنة.

و عن الأضرار التي تنجم عن الأملاح أو التسبخ ، فقد أكد جواليل عباس أن السبخة بدأت تقضي على أشجار النخيل ، مما يهدد ثروة التمور التي تعرف بها المنطقة.

وفي هذا الصدد طالب المتحدث السلطات المحلية باتخاذ موقف حازم و جادللقضاء على هذا المشكل موضحا انه مع مرور الوقت تتضاعف خسارة الأشجار و تصبح التربة غير صالحة للزراعة هذا بالإضافة الى ما تسببه المياه الراكدة من أمراض وبائية متنقلة عن طريق الحشرات.

و أضاف جواليل عباس انه من الضروري أيضا حفر خنادق من اجل استغلال المياه الزائدة في أعمال أخرى .

و تبقى مدن عين صالح خاصة إقسطن ، في حالة ترقب و انتظار التفاتة من طرف القائمين على قطاع الفلاحة ، خاصة بعد تصريح وزير القطاع مؤخرا بمعاناة 3 ملاين فلاح و تأسفه على حالتهم ، لعل عمليات إعادة الاعتبار لهم تشمل فلاحي منطقة التديكلت ، التي لها كل المقومات التي تجعلها من المناطق الرائدة في الفلاحة ، و إلى حين ذلك تبقى ظاهرة صعود المياه و التسبخ تهدد استمرار الفلاحة في المنطقة.

Media

{YouTube}https://www.youtube.com/watch?v=OJxUHGiWMUA&feature=youtu.be{/YouTube}